تعريف العنف في العلاقات الزّوجيّة
التعريف يشمل
تصرّفات تدل على وجود عنف في العلاقات الزّوجيّة:
يمكن أن يمارس الأزواج عنفًا ضد بعضهم البعض بطرق مختلفة، فعليّة وافتراضيّة:
التسبّب بمعاناة نفسيّة باستخدام الطرق التالية: توجيه الانتقادات والتحدث بفظاظة بشكل متواصل، التجاهل، التهجّم، الإهانة، الصراخ، التحايل وممارسة الضغوطات مستغلين اختلال موازين القوى بين الازواج
فرض السّيطرة، فرض حالة من التّعلّق الاقتصاديّ، أو إساءة استخدام الاحتياجات الاقتصاديّة للطرف الآخر: السّيطرة على الموارد الاقتصاديّة المشتركة للزّوجيّن، إخفاء معلومات حول الموارد الاقتصاديّة المشتركة أو استخدامها، منع الزّوج/ـة من استخدام الموارد الاقتصاديّة المشتركة بشكل مستقل.
إبعاد أحد الزّوجيّن للآخر عن الدوائر الاجتماعيّة: عزل الزّوج أو الزّوجة ومنعهم أيّ منهما من التّواصل مع العائلة، أو الأصدقاء أو دوائر العلاقات الأوسع؛ تقييد حرّيّة حركة أحد الزّوجيّن وملاحقته/ ـا وتعقّب تحركاته/ـا بشكلٍ فعليًّ أو تكنولوجيّ، بما في ذلك من خلال وسائل التّواصل الاجتماعي.
السّيطرة بصورة تشمل التقييد، وتتمثل بالأفعال التالية: فرض احتياجات أو رغبات أحد الزّوجيّن على الآخر بالتّهديد، أو بالتحايل العاطفي؛ ممارسات متواصلة تتسم بالشك والغيرة الّتي تتحول الى أمر خانق؛ فرض القيود على فرص التعلّم، أو العمل، أو الحصول على خدمات صحيّة، أو استهلاك مواد ثقافيّة؛ إلى جانب الممارسات والتصرّفات مقيّدة الأخرى.
التعذيب باستخدام التوجهات الدينيّة أو ما يتعلّق بها: استغلال الدين لتبرير الإساءة والإهانة وفرض السّيطرة؛ الاستهزاء بممارسة الشعائر الدينيّة أو الروحانيّة؛ فرض أو منع ممارسة شعائر دينيّة، أو فرض مخالفة تعاليم دينيّة.
المسّ باستقلاليّة الجسد وحريته: فرض نشاط ذي طابع جنسيّ رغم معارضة الطرف الآخر أو رغمًا عنه باستخدام التّهديد أو القوّة أو التحايل.
المسّ بالشّعور بالأمان الجسديّ: يتم المسّ، أو التّهديد بالمسّ بأشخاص، أو أغراض، أو حيوانات أليفة وما شابه، باستخدام القوّة أو السّلاح.
استخدام/ استغلال مخادع لمؤسّسات الرفاه أو الدين أو القضاء كطريقة للتعذيب والإساءة والسّيطرة؛ مثل رفض التطليق، استغلال الأطفال المشتركين، استغلال التّعلّق النابع من عدم وجود مكانة مدنيّة من أجل فرض السّيطرة، وغيرها.
كيف يمكن التمييز بين علاقة غير سليمة وبين العنف في العلاقة الزّوجيّة؟
هناك تصرّفات عنيفة كثيرة قد تفسّر كتصرّفات عاديّة في العلاقة الزّوجيّة، ومنها: السّيطرة كتعبير عن القلق والحرص، الغيرة المرضيّة بوصفها مغازلة، التّعلّق المقلق كتعبير عن الحب الكبير. هناك ثلاثة فروق واضحة بين التصرّفات المعقولة والعنف:
الشّعور
عندما يشعر أحد طرفي العلاقة الزّوجيّة بالمعاناة نتيجة تصرّفات الطرف الآخر تجاهه، ويشعر أنّ هذه التصرّفات تقيّده أو تهدده، ويشعر أحد الطرفين أنّ عليه الحرص على عدم إثارة المشاكل. يمكن لأحد الطرفين أن يشعر بالاضطهاد، والخوف والقلق، وفقدان الإحساس بقيمته/ـا الشخصيّة.
التستّر والإخفاء
حينما يقوم أحد طرفي العلاقة الزّوجيّة بالتستّر وإخفاء حقيقة ما يحدث في العلاقات الزّوجيّة عن البيئة المقربّة (مثل العائلة أو الأصدقاء) ونتيجة لذلك يزداد الانقطاع والانعزال عن الدوائر الاجتماعيّة مثل الزملاء في العمل، الأصدقاء، والمجتمع الروحاني.
التصعيد التدريجي
للتصرّفات المقلقة: تكرار التصرّفات العنيفة واتساع مداها وزيادة خطورتها.
القوى والعوامل الّتي تحفظ ظاهرة العنف في العلاقات الزّوجيّة :
يتولّد العنف في العلاقات الزّوجيّة، ويستمر، ويتصاعد، بسبب الموافقة المتمثلة في الصمت، والتستّر، ومنظومة التبريرات من جهة الزّوجيّن وبيئتهما المحيطة.
- ديناميكيّة متقلبة تتمثل في التصرّفات العنيفة. وهي تشمل غالبًا وسائل مصالحة تحفظ لدى الطرفين الأمل بالتغيير.
- الإحساس بالذنب والخوف والخجل والتّعلّق العاطفي والتّعلّق الاقتصاديّ، والخوف على سلامة الأطفال المشتركين.
- ممارسة الضغوطات الّتي تهدف إلى الرضوخ لتوقعات العائلة والمجتمع المصغّر والمجتمع العام.
- الشّعور بالخجل، والرغبة بالحفاظ على المستوى الشخصي وتصوّر الذّات مقابل الآخرين.
- علاقات التّعلّق والحساسيّة.
- منظومة إنكار التصرّفات العنيفة، وتبريرها، والّتي تلقي باللوم على المتضررين.
- تصمت البيئة المحيطة عند ملاحظة التصرّفات العنيفة، وتقوم أحيانًا بإسكات المتضررين والمتضررات، وتكون شريكة في الممارسة أو تقوم بتبرير التصرّفات العنيفة لعدة أسباب:
- قلة الوعي تجاه الظّاهرة وكيفيّة معالجتها.
- الخوف والشّعور بالعجز.
- الخشية التدخّل في الحيز الشخصي للزّوجيّن.
- 4. العادات الاجتماعيّة والتقاليد الثقافيّة، أو التبريرات الّتي تأتي تحت مسميات مثل "الشرف"، و "التصرّفات الرومانسيّة"، وتوجيه اللوم للطرف المتضرر.
من هم المتضررون/ات من العنف في العلاقات الزّوجيّة وما هو الضرر اللاحق بهم/نّ؟
يتسبّب العنف في العلاقات الزّوجيّة أيضًا بأضرار جسيمة للأطفال لكونهم يعايشونها خلال طفولتهم أو خلال مرحلة بلوغهم. ويميل الأطفال في العلاقات الزّوجيّة الّتي تتسم بالعنف، إلى أن يصبحوا طرفًا في علاقة مسيئة، إما كمتضررين أو متسبّبين بالضرر.
تؤثر عوامل اجتماعية عديدة على شكل الظّاهرة وعلى التصرّفات العنيفة، ومن ضمن هذه العوامل:
العادات المجتمعية، والثقافة السائدة الّتي تتعلّق بالعلاقة الزّوجيّة والعائلة، ومفاهيم الرجولة والأنوثة، ومستويات وتكرار حالات العنف في المجتمع بشكلٍ عامّ، والفرق في مدى القوّة والتأثير بين الرجال والنساء، وكذلك انعدام المساواة الّتي تظهر في المكانة والتعامل الاجتماعي وكذلك في الفرق بين الرجل والمرأة في القدرة وامتلاك الموارد الاقتصاديّة.
لا يؤثر العنف في العلاقات الزّوجيّة على الزّوجيّن فقط، بل يؤثر أيضًا على البيئة المحيطة مثل العائلة والأطفال، وكذلك على المجتمع ككل: يحافظ هذا العنف على الفروقات الموجودة بين الرجال والنساء على أساس جندري ويعززها (مثلًا تفضيل الرجال لكونهم رجال)، كما ويؤثر على النمو والازدهار الاقتصاديّ، ويؤثر سلبيًا على الجهاز الصحي الّذي سيحتاج إلى موارد لمعالجة المشاكل الصحية الناتجة عن العنف، وكذلك على جهاز الرفاه الّذي ستزداد أعداد الملفات الموجهة إليه، كما سيشكل العنف تأثيرًا على تطبّيّق القانون بسبب التستّر أو التهاون في التبليغ عن العنف، وبالتالي التأثير على جهاز القضاء والمحاكم، وعلى جهاز التربية والتعليم.